الأمريكية فى استخدام السلاح نفسه المستخدم من قبل منافسيها لتغلق فى وجههم الباب وتنفرد وحدها على القمة، ففى الوقت الذى ذهبت فيه الشركات الكبرى لدخول مجال البرمجيات الشبكية الموجودة على الإنترنت، فجأة لجأت الشركة إلى نفس المجال وقررت إطلاق مجموعة من خدمات الويب المتعلقة بنظام التشغيل "ويندوز" تحت مسمى "ويندوز لايف" Windows Live.
وتحاول مايكروسوفت من وراء ذلك إلى مجاراة النمو في البرامج التي تعمل عبر الإنترنت، من خلال إنتاج برامج مُشابهة، على رغم أن ذلك النوع من التطبيقات يُهدّد قوة البرامج التي تعمل على الكمبيوتر، وهو المجال الذي تملك مايكروسوفت بناصيته.وتحتوى المجموعة الجديدة على تحديثات لبرامج مايكروسوفت في البريد الإلكتروني والتخاطب الفوري والصور والمُدوّنات الإلكترونية "بلوجز" والمفكرة الشخصية، وتسهّل هذه البرامج الوصول إلى البريد الإلكتروني وحفظ الصور في الكمبيوتر ونشرها على الويب وصنع مدوّنة إلكترونية وغيرها.ورغم ذلك التناقض الذى يظهر على تلك السياسة التى تتبعها مايكروسوفت إلا أن بعض الخبراء يرى أن الشركة نجحت فى التخلص من هذه التهمة عبر نسج خيوط بين البرامج التي تعمل على الكمبيوتر وتلك التي تعمل عبر الشبكة، وأطلقت على ذلك تسمية "البرمجيات زائد الخدمات" أو Software plus services. توان تران، رئيس شركة "مورننج ستار" للأبحاث التي تعمل في شيكاغو قال فى هذا الموضوع إن مايكروسوفت صنعت نوعاً من التكامل بين برامجها على الكمبيوتر وتلك التي تعمل على الإنترنت، ويعطي مثالاً على ذلك خدمة المفكرة الشخصية على الانترنت، التي صنعها كريس جونز مهندس المعلوماتية في "مايكروسوفت".
فقد قاد جونز، الذي ساهم في صنع برنامج تصفح الانترنت "اكسبلورر"، فريقاً من الشركة للعمل على تطوير نظام تشغيل الكومبيوتر ويندوز، كذلك الفريق الذي عمل على تطوير حزمة البرامج ويندوز لايف. ويرى تران فى تصريحات أوردتها صحيفة الحياة اللندنية، أن تلك البرامج تصنع خيوطاً بين نظام ويندوز وتطبيقاته من جهة، وبين البرامج التي تعمل على الانترنت. فى النهاية يرجع الحكم للمستخدم ومدى الاستفادة التى يمكن أن يجنيها من هذه الخدمة التى أفردت لها مايكروسوفت موقعاً متخصصاً للحصول عليها فى العنوان التالي:
windowslive.com لذلك لم يكن غريباً أن تشتد المنافسة بين جوجل ومايكروسوفت بعد أن دخلت الأولى وبقوة فى مجال إنتاج البرامج ولكن من نوع خاص فقد غيرت جوجل من طريقة استخدام البرامج، فمن المعروف أن أى برنامج لابد من تثبيته فى البداية على جهاز الكمبيوتر حتى يتسنى للمستخدم تشغليه حتى البرامج التى ظهرت على مواقع الويب على شكل خدمات تتطلب الاتصال بالإنترنت أولاً.أما الجديد التى ابتكرته جوجل هو تشغيل برامج أو خدمات الويب على جهاز الكمبيوتر دون الاتصال بالإنترنت أو تثبيت البرنامج، وهو ما يعتبره الخبراء إعلان الحرب على برامج مايكروسوفت التي تعمل انطلاقا من القرص الصلب في الكمبيوتر.
فقد أطلقت جوجل ما سمته بباقة برامج "جوجل جيرس Google Gears" على شكل تقنية من المصادر المفتوحة لتوليد تطبيقات ويب تعمل في الكمبيوتر دون اتصال وتقوم بتوليد ملفات يتم حفظها في الكمبيوتر. وترى جوجل أن ذلك سيحل مشكلة التقيد بإمكانيات متصفح الإنترنت المحدودة، كما أن جعل الباقة من فئة المصادر المفتوحة سيثير قلق مايكروسوفت من إمكانياتها المستقبلية.وتغير هذه الباقة من البرامج مفهوم استخدام البرامج الذى يقتضي تثبيتها في الكمبيوتر، وجرى مؤخراً انتقال البرامج أو بعض قدراتها إلى الإنترنت لتعمل ضمن المواقع على شكل خدمات ويب مثل خدمات الجداول الإلكترونية والتقويم وتحرير النص وغيرها، لكن الجديد هو تحول تطبيقات وخدمات الإنترنت إلى برامج تعمل في الكمبيوتر دون اتصال بالإنترنت. فمزايا تطبيقات الويب أنها تعمل بطبيعتها في معظم أنظمة التشغيل مثل مواقع الإنترنت وبيئة جافا، فقد بدأ السباق نحو تزويد مطوري الويب بأداة تجلب مزايا الإنترنت الغنية إلى سطح المكتب، وهاهي أدوبي تطلق إصدار ألفا من طقم أبولو Apollo المخصص لتطوير تطبيقات تعمل في الكمبيوتر.
موضوع: مايكروسوفت وسياسة جديدة فى عالم برمجيات 
السبت 17 نوفمبر 2007 - 17:02
