الفرق بين الفعل والعمل

ورد في كتاب الكليات، وهو معجم في المصطلحات والفروق اللغوية، لأبي البقاء الكفوي، المتوفَّى سنة 1094هجرية:

العمل: المهنة والفعل.
والعمل يعمُّ أفعال القلوب والجوارح.
وعَمِلَ: لِما كان مع امتداد زمان نحو: (يعملون له ما يشاء).

وفَعَلَ: بخلافه، نحو: (ألم ترَ كيف فعلَ ربكَ بأصحاب الفيل)، لأنه إهلاكٌ وقعَ من غير بُطء.

والعمل لا يقال إلا فيما كان فكر وروية، ولهذا قرن بالعلم...
قال الصّـغّاني: تركيب الفعل يدل على إحداث شيء من العمل وغيره. فهذا يدل على الفعلَ أعمُّ من العمل.
انتهى النقل.

وهذا يعني أن الفعل يشمل العمل المتقن وغير المتقن، ويشمل أية حركة، لأنها بحد ذاتها فعل.

أما العمل فهو ممتدّ عبر الزمان، بخلاف الفعل الذي لا يستغرق الكثير منه.

والعمل متعلق بالعلم ومرتبط به، بخلاف الفعل فقد يرتبط به ، وقد لا يرتبط به.


هذا من الناحية المعجمية القاموسية.


أما من الناحية الفكرية
فالعمل أوسع من الفعل
لان العمل يشمل عدة أفعال
كالجهاد مثلا
فهو عمل يشمل أفعال كثيرة
حمل السلاح فعل
ركوب الخيل فعل
قتل العدو فعل

و الانتخاب عمل يشمل عدة أفعال

ومن هنا أتا و صف ما يصيب الانسان من أفعال بالخير و الشر
و و صف العمل ككل بالحسن و القبيح

و لا ننسى القاعدة التي تقول
(( الاصل بالاعمال التقيد الشرعي )



كما أن العمل هو حركة متلبسة بالمادة بقصد معين ...

بينما الفعل هو حركة متلبسة بمادة بقصد أو بدون قصد ...

وأضرب مثالا ً للتوضيح ..

الصلاة عمل لأنها حركة بقصد ..

والصيام عمل لأنه حركة بقصد ..

والأكل عمل لأنه حركة بقصد ..

بينما ..

رمش العين ليس عملا ً .. بل هو فعل يقوم به الإنسان من غير قصد ولا نية ...

وتحريك اليد أثناء الكلام ليس عملا ً .. بل هو فعل يقوم به الإنسان من غير قصد ولا نية ..

وهكذا يفهم الفرق بين العمل .. والفعل ..

وهذا يعني أن الفعل يشمل العمل المتقن وغير المتقن، ويشمل أية حركة، لأنها بحد ذاتها فعل.

أما العمل فهو ممتدّ عبر الزمان، بخلاف الفعل الذي لا يستغرق الكثير منه.

والعمل متعلق بالعلم ومرتبط به، بخلاف الفعل فقد يرتبط به ، وقد لا يرتبط به.

والفعل هو حركة متلبسة بمادة قد يتوفر فيها القصد وقد لا يتوفر

ومن يتابع آيات القرآن الكريم ،، يجد أن العمل اقترن بكل حركة من ورائها قصد ..

بينما الفعل لم يقترن إلا بحركة ليس من ورائها قصد ..

﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ البروج - 11

﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ﴾ التين - 6

﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴾ البينة - 7

﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ البقرة - 74

وفي الآية الأخيرة لي وقفة ،،

إن الله لا يحاسب على الأفعال التي يقوم بها الإنسان دون إرادة منه ورغبة، وذلك مثل الأفعال الجبلية إلا ما استثناه الشرع ..

ولاحظ هنا أنه استخدم ( وما الله بغافل عما تعملون ) ولم يقل تفعلون ..

فالفعل لا يتأتى عليه الحساب إلا إذا كان بقصد، وفي هذا الحالة يكون تسميته عملا ً أدق وأصح

﴿وَتَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ المائدة - 62

والآيات كثيرة كثيرة ..

بحث صغير عن كلمتي (عمل) و (يعمل) في المصحف وستجد نتائجا مهولة ..

والحقيقة أن القرآن الكريم لم يرد به "حركة الإنسان" الناتجة عن الإيمان إلا بلفظة (عمل) أو (يعمل)

وذلك أن أي حركة يتلبس بها الإنسان وتكون ناتجة عن مفاهيم الإيمان فإنها كلها تكون حركات بقصد، وهذا ما يسمى (عمـلا ً) ..

إلا في موضعين فقط واحد فقط ..

وهو قوله تعالى :

﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ﴾ المؤمنون - 4

وهنا الزكاة حركة بقصد ، ولكنه وصفها بأنها فعل ولم يقل بأنها عمل ...

لهذا كان الفعل هو كل حركة متلبسة بمادة سواءً أكانت بقصد أم لم تكن بقصد ..

وعلى كل ما سبق أستطيع القول أن ..

الفعل هو أوسع وأشمل من العمل ..

وأرجو أن يأخذ هذا الموضوع اهتمام الإخوة فالتفريق بين الأمرين قد يلتبس على الكثيرين

وحياكم الله