لست هنا بصدد كتابة مقالة تشرح لك كيف تخترق موقع ، أو كيف تخترق جهاز ضحية ما ، أو كيف تستولي على بريد إلكتروني ، ولكن سأضع بين يدي القارئ الكريم الخطوط العريضة لأهم الثغرات ، الحيل ، الأساليب ، و الأدوات التي يستخدمها الهاكرز في عملياتهم.
أعترف لك عزيزي القارئ بأنني ترددت كثيراً قبل كتابة هذه المقالة ، ترددت لأن هذه المقالة فعلا ستكون سلاح ذو حدين ، سلاح بيد المبرمج و المطور و مستخدمي الحاسب عموما لكي يعرفوا تماما حجم المخاطر المحدقه بهم و يضعوا في حسبانهم كل ما سيقرأونه في هذا المقالة من حيل و خدع و أساليب قد يستخدمها أحد الهاكرز تجاههم ، وهي سلاح أيضاً بيد من يمتلك نوايا سيئه و خبيثه و يريد فقط من يدله على بعض الأساليب و الحيل ليكون قد وضعه قدمه على أول الطريق في مجال تعلم و إحتراف الإختراق. لذا أستأذنك عزيزي القارئ بعدم الخوض في بعض التفاصيل ، فسأكتفي بشرح بعض الأمور شرحاً واضحا يوصل المعلومة بشكل كامل ولكن قدر المستطاع لن يستفيد أي شخص من هذه المعلومه لإستخدامها أغراض سيئه ( أعلم ان ذلك سيكون صعب ، ولكني سأحاول )
ملاحظة : فليعذرني القارئ الكريم إن كانت هناك مصطلحات عربية غير مفهومه ، فقد إستخدمت مصطلحات التعريب القياسية في بعض أرجاء هذه المقالة ، و أحيانا أخرى أضطررت لتعريب بعض المصطلحات بنفسي لعدم معرفتي بتعريب قياسي لهذا المصطلح !
من هو الهاكر ؟
تعارف الناس على إطلاق مصطلح هاكر على الشخص الذي يقوم بإختراق التطبيقات أو الأجهزة أو الشبكات ، أو يقوم بالتحايل للحصول على معلومات حساسة ( مثل بطاقتك الإئتمانية ، حسابك البنكي ، معلومات بطاقة التأمين ... الخ) ، في هذه المقالة سنستخدم هذا المصطلح للدلالة على هذا المفهوم ، ولكن لكي نضع الأمور في نصابها ، أود أن أوضح أن هذا المصطلح بهذا المفهوم خاطئ ، نعم هو كذلك ، مصطلح هاكر يطلق أساساً على الشخص الذي يمتلك قدرات خارقة في مجال البرمجة و التطوير و لديه موهبة عالية في التفكير المنطقي و الرياضي و يستطيع حل أي مشكلة برمجية مهما كانت معقدة بسرعة فائقة و بالطريقة الأمثل ، نذكر على سبيل المثال ، بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت و كبير المهندسين فيها ، يصنف هذا الرجل علميا ضمن فئة الهاكرز في المفهوم الصحيح للكلمة ، حيث يمتلك هذا الرجل قدرات برمجية مذهلة ، نذكر منها على سبيل المثال برمجته للغة BASIC في 8 أسابيع فقط ! علما أنه قام بتطوير هذه اللغة لصالح جهاز جديد حينها يطلق عليه ATARI لم يكن بيل جيتس يمتلك هذا الجهاز ، و أعتمد فقط في برمجته للغة على الدليل الورقي لمعمارية الجهاز ، و المذهل أنه قام بعرض اللغة على أحد الشركات و قام بتشغيل برنامج مفسر اللغة ( Interpreter ) لأول مرة بدون أي عملية تجربة سابقة ( لأنه لم يكن يمتلك الجهاز الذي صنع من أجله هذه اللغة ) ، و كانت النتيجة برنامج يتنفذ بدون ظهور أي خطأ ! هذا أمر يعتبر في عرف المبرمجين أمر خرافي ، لأن اي برنامج مهما كان صغير لا بد و أن تظهر فيه (غالبا) أخطاء كثيرة وقت البرمجة و بعد ذلك ، فما بالك حينما يكون البرنامج هو مفسر للغة برمجة جديدة ! حيث تعتبر برمجة المفسرات Compilers or Interpreter من أعلى و أعقد مراتب البرمجة. هذا مثال على شخص يطلق عليه مسمى هاكر بالمفهوم الأساسي لمعنى الكلمة .عموما سنستخدم كلمة هاكر في هذه المقالة للدلالة على المعنى الدارج و المنتشر وهو الشخص الذي يستخدم قدراته التقنية لأغراض خبيثه و غير شرعية.
الهاكرز و جهازك الشخصي
عادة تكون أولى خطوات الهاكر المبتدئ هي محاولة إختراق الأجهزة الشخصية ، عملية إختراق الأجهزة الشخصية عملية سهلة نسبياً ، لذا تكون هي الخطوة الأولى في رحلة ذلك الهاكر (إن صح تسميته هاكر ) ، على الرغم من إنتشار برامج الحماية في الفترة الأخيرة و إزدياد الوعي لدى مستخدمي الإنترنت ، الى أنه ما زال هناك من تنطلي عليه حيل بعض هؤلاء الهاكرز ليتمكنوا من السيطرة على جهازه ، بشكل عام لن يتمكن أي هاكر من إختراق جهازك الا اذا كان الجهاز مصاب ببرنامج يفتح باب خلفي Backdoor يسهل دخول الهاكر إلى الجهاز ، هذه البرامج التي تفتح أبواب خلفية في جهازك تسمى أحصنة طرواده Trojan Horses و وظيفتها بالتحديد فتح منفذ Port في جهازك يستخدمه الهاكر عن طريق برنامج إختراق جاهز و معد مسبقاً يحتوي على كافة الخصائص و الخدمات التي تخدم أغراض الهاكر و تسهل عليه مهامه ، على سبيل المثال ، سيتمكن الهاكر من قراءة كل حرف تكتبه على لوحة المفاتيح أثناء إتصالك بالإنترنت ، أيضا سيكون بوسعه سحب كافة كلمات المرور الخزنه في الذاكرة ، سيستطيع أيضا فتح ملفاتك ، قراءة رسائلك ، و مشاهدتك عبر الكاميرا ، بل سيستطيع مشاركتك في المواقع التي تتصفحها و المحادثات التي تجريها !