تعتبر جرائم الكمبيوتر والإنترنت من الجرائم المحدثة التي ظهرت في أواخر القرن العشرين، حيث كانت الجرائم التقليدية -وما زالت - هدفاً يمكن تتبعه من قبل الشرطة، لأنه من المعروف أن الجرائم التقليدية يتم التعامل مع أشخاص موجودين في مكان الجريمة ولكن مع مرور الزمن ودخول عالم الإنترنت بدأ يتحول الوضع إلى عصابات موجودة على الإنترنت، حيث أصبح بالإمكان ارتكاب الجريمة من بلد إلى آخر، أو حتى من قارة إلى أخرى.
وفي هذا الموضوع سنلقي الضؤ على القراصنة؛ قراصنة الحاسوب وهو ما يعرف ب (الهاكرز Hackers) ونشأتهم، وعصرهم الذهبي. كما سنلقي الضوء على أعظم الهاكرز في العالم وحتى العرب منهم بالأسماء والتواريخ، وما الذي حدث حتى انصب فكر الخبراء في مجال الكمبيوتر الإنترنت على تطوير وسائل الحماية للشركات والمنشآت التي قد تحتوي على أموال كثيرة أو معلومات غاية في السرية.
الهاكرز قبل الحاسوب الشخصي
كانت شركات الهاتف المكان الأول لظهور القراصنة أو الهاكرز. وكانت آلية عملهم بسيطة، حيث كان العاملون فيها يستمعون إلى المكالمات التي تجرى عن طريقهم، أو كانوا يغيرون اتجاه المكالمة من شخص لآخر بغرض التسلية ولتعلم المزيد. ولهذا قامت الشركة بتغيير الكوادر العاملة بها إلى كوادر نسائية.
في الستينات من هذا القرن ظهر الكمبيوتر الأول وظل القراصنة بعيدين عنه وذلك لأسباب كثيرة، منها كبر حجم هذه الآلات، ووجود حراسة مشددة على هذه الأجهزة نظراً لأهميتها ووجودها في غرف ذات درجات حرارة ثابتة.
العصر الذهبي للهاكرز
في الثمانيات من القرن الماضي، أنتجت شركة IBM جهازاً أسمته الحاسوب الشخصي، وتميز بصغر حجمه وسهولة استخدامه في أي مكان وأي وقت. وبدأت فعلياً في تلك الفترة محاولات القراصنة لمعرفة طريقة عمل هذه الأجهزة واختراقها، فظهرت مجموعات من الهاكرز كانت تقوم بعمليات التخريب في أجهزة المؤسسات التجارية. وظهر فيلم سينمائي في عام 1983 اسمه حرب الألعاب حذر من الهاكرز وتحدث عن عمل الهاكرز وخطورتهم على الدولة.
في تلك الفترة برز اسم Lex Luthor ( ليكس لوثر) كزعيم لمجموعة من الهاكرز أطلقت على نفسها اسم Legion of Doom( LOD) التي تعني فيلق القدر، وبالرغم من أن هذه المجموعة كانت تصدر مجلة متخصصة لزيادة التوعية عن القرصنة، إلا أن بعض أعضائها قد اتهموا بالدخول إلى أجهزة بعض شركات الهواتف وإعادة برمجتها.
ثم برز اسم آخر وهو Mark Abene (مارك ايبيني) حيث أنشأ مجموعة أسماها Masters of Deception) MOD التي تعني سادة الخداع، وكان مبدأ عملهم يقوم على السرية والخفاء بعكس المجموعة الأولى.
حرب الهاكرز العظمى
ومع بداية العام 1990 بدأت المجموعتان حرباً إلكترونية كبيرة سُميت بحرب الهاكرز العظمى، وتفنن فيها الفريقان باختراق أجهزة المجموعة الأخرى بكل وسائل التقنية الحديثة في تلك الأيام. وبإلقاء القبض على رئيس مجموعة MOD انتهت هذه الحرب التي استمرت ل4 أعوام.
في صيف عام 1994 ظهر هاكر روسي قام باقتحام كمبيوترات سيتي بنك وسرقة ما يقارب عشرة ملايين دولار أمريكي. وقد تمت ملاحقته عن طريق الإنترنت ثم القبض عليه، واستعادة النقود ناقصة أربعمائة ألف دولار.
وتم بعدها القبض على كيفن ميتنيك الذي سنتحدث عنه في حلقة قادمة إن شاء الله الذي كان ولا يزال يعتبر من أشهر القراصنة في العالم، الذي اضطر شركات الحماية على تغيير طريقة تعاملها مع المخترقين.
بعد ذلك تغيرت النظرة للهاكرز، حيث كان كثير من الناس يعتبرونهم أبطالاً ويعتبرون أنهم هم المنقذون من تسلط الحكومة، بينما وجد الناس بأن المخترقين هم لصوص متخفون بثوب العبقرية ويستخدمون التقنية عوضاً عن الأساليب التقليدية في الاختراق، وليس لهم هم سوى الشهرة والحصول على الأموال بأسهل الطرق مما دفع المخترقين للعمل خفيةً بعد هذا التاريخ.